سؤال ٌمن عشرات الأسئلة التي عجز دارون عن تقديم دليل علمي أو مادي أو منطقي واحد على فرضيته المتهافتة فيها !!!!..
ولم يعجز هو فقط ..
بل وقد ورث هذا العجز عنه إلى اليوم : مئات التطوريين البيولوجيين !!!..
ومنهم علماء في شتى أنواع اختصاصات العلوم (ليس بجديد) !!!..
أقول ...
مَن يقرأ (سذاجات) تفكيرات التطوريين لتفسير عشرات المعضلات في نظرياتهم :
يقف على مدى الفقر الذي وصلوا إليه لدرجة أن يقصوا لنا قصصا ًأشبه بمشاهد التحول في أفلام الخيال أو الخيال العلمي !!!..
فكما تعرضنا من قبل لفضح استغلالهم لحفرية طائر عادي (اسموه : أركيوبتركس) : زعموا أنه الحلقة المفقودة بين الكائنات البرية وبين الطيور :
صورة حفرية الطائر أركيوبتركس ..
صورة تخيلية للتطور المزعوم من البر إلى الجو : ومعه قمة تجاهل التفاصيل التي أوكلوها بكل سذاجة وسطحية للزمن والصدف أو الطفرة أو الانتخاب !!!..
وعلى هذا .. فموعدنا اليوم أيضا ًمع استغلال مشابه لحفرية إحدى الأسماك (وهي سمكة الكويلاكنث) : زعموا أنها هي الأخرى الحلقة المفقودة بين الأسماك وكائنات البر ذوات الأربعة أقدام !!!..
صورة حقيقية لسمكة كويلاكنث أو كوالاكنت coelacanth ...
وهي التي ادعوا أنها ((( منقرضة ))) أي لم يعد لها وجود حي اليوم !!!.
صورة توضح التطور المزعوم بين السمكة وكائنات البر ..
(وسوف أعرض لكم في مرات قادمة بإذن الله تعالى من كتاب أطلس الخلق : صور أحفوريات ومستحاثات لجميع أنواع الكائنات الحية : من نفس الحقب الزمنية من مئات ملايين السنين : وعدم تغييرها في شيء عن الموجودة اليوم !!)
وأما القصة ...
فهي أشبه ما يكون (وبلا أدنى مبالغة) بالكاريكاتير التالي :
وخلاصتها .. أن علماء التطور البيولوجي المزعوم :
لا يبحثون (علميا ً) عن أدلة على الكائنات البينية للتطور ..
ولكنهم يبحثون (بحث الغارق عن طوق نجاة) عن أي شيء يُشبه ما يريدون !!..
بغض النظر عن تخطي عشرات العوائق المنطقية قبل حتى العلمية !!!!..
فالسمكة التي رأيتموها بالأعلى :
قد وجدوا لها حفرية ً: قالوا أنها تعود إلى 70 مليون سنة ...
ورأوا أن ذيلها وزعانفها ممتلئة : فقالوا أنها بدايات أقدام !!!..
وادعوا فيها أجساما ًملحوظة : قالوا عنها رئة بدائية !!.. وقالوا عنها مخا ًكبيرا ً... إلى آخر ذلك مما قالوه عنها أو زادوه فيها لتحقيق ما يريدونه من كشفهم المثير !!!..
وبالفعل : قاموا (وعلى الفور كعادتهم) : بمليء عشرات الكتب والمجلات العلمية والدوريات البحثية بخبر العثور على الكائن الانتقالي (المنقرض) بين كائنات البحر والبر !!!..
وملأوا المتاحف بعشرات الرسومات لكيفية هذا التنقل والتحول لهذه السمكة (المعجزة) !!!..
وصار التطوريون يُعظمون هذا الدليل وهذه الحفرية : كأحد أطواق النجاة (الحقيقية) في تلك الفترة من بدايات القرن الماضي : بدلا ًمن الأكاذيب المتهافتة الأخرى التي تنفضح عنهم كل يوم كما سنرى بعد !!..
ثم بعد سنوات .. وتحديدا ًفي 22 ديسمبر عام 1938م ..
وقعت الصدمة (وكالعادة أيضا ً) !!..
فقد اصطاد أحد الصيادين من أعماق المحيط الهادي : إحدى أسماك ال coelacanth : والتي كان يؤكد التطوريون للناس أنها منقرضة !!!...
وكانت هذه إحدى أكبر وأشهر صدمات الدارونيين في القرن الماضي !!.. حتى إن عالم الكيمياء بجامعة رودس J. L. B. Smith والرئيس الشرفي لمتاحف أسماك جنوب إنجلترا قال عنها :
" لو أني قابلت ديناصورا ًيسير في الشارع : لما كانت دهشتي أشد من دهشتي الآن " !!..
يظهر في الصورة J. L. B. Smith مع سمكة coelacanth الثانية التي تم اصطيادها من جزر القمر في أوائل الستينات ..
و في السنوات التي تلت هذا الاكتشاف : تم اصطياد حوالي 200 سمكة coelacanth من أماكن مختلفة من العالم !!..
وأما العلماء : فلم يفوتوا هذه الفرصة العظيمة لرؤية ما زعمه الدارونيون والتطوريون من ادعاءات عن الرئة والمخ .. إلخ إلخ
فبحثوا فعلا ًعن الرئة : فوجدوها مثانة هوائية مملوءة بالدهون !!..
وبحثوا عن المخ الكبير : فلم يجدوه أصلا ً!!...
وأما المفاجأة الكبرى :
فقد كان الدارونيون يعتبرون أسماك الـ coelacanth هي أكثر الأسماك ( قربا ًمكانيا ً) للانتقال للعيش على الأرض !!.. (ويجب عليهم قول ذلك حتما ًليتماشى مع قفزة التطور المزعومة من البحر للبر) !!..
ولكن العلماء اكتشفوا أنها أسماك تعيش أصلا ًفي أعماق المحيطات (وهذا سبب عدم اصطيادها إلا منذ أربعينيات القرن الماضي) !!.. واعترفوا بأن أقصى مسافة تقتربها تلك السمكة من سطح البحر هي 180 متر !!!!
صور توضح حقيقة سمكة الكوالاكنت ووجودها منذ أكثر من 400 مليون سنة وإلى اليوم : لم تتغير !!..
و هكذا ... انهارت كذبة وفرضية أخرى مزعومة للتطور بكائناته الانتقالية الخرافية !!..
-------
ولكن يبقى السؤال :
ما هي عوائق تفسير التطوريين لانتقال الكائنات الحية من البحر إلى البر ؟!!!..
أقول :
>>>>
منهم مَن يفسر ذلك بالتحور للأعضاء !!.. ثم انتقال ذلك التحور (وراثيا ً) عبر الجينات !!..
وهذه فيها من المغالطة والسفاهة المنطقية والعلمية : ما لنظرية لامارك عن عنق الزرافة وطوله لو تتذكرون !
إذ :
الصفات المكتسبة من البيئة الخارجية والتأثر بها : لا تنتقل عبر الوراثة والجينات !!!..
وأمثلة القائلين بتلك السذاجات من (أنصار التطور) هو : ديمرسوي ..
وهو واحد من أشهر أعلام نظرية التطور في تركيا يقول :
" ربما تكون ذيول الأسماك التي تحتوي على رئة : قد تحولت إلى أرجل للبرمائيات : عندما زحفت هذه الأسماك في ماء فيه وحل " !!!..
والنص باللغة الإنجليزية هو :
"Maybe the fins of lunged fish changed into amphibian feet as they crept through muddy water."
>>>>
ومن التطوريين مَن ينسب ذلك الانتقال من البحر إلى البر : للطفرات الجينية !
ويعتمد في ذلك على بعض الصفات لدى البرمائيات مثلا ًمثل الضفدع وغيره ..
وما قد يكون سلف ٌلها من الأسماك !!!..
وهذا التفسير :
قد لا يقف على حقيقة (سطحيته) العوام والبسطاء !!!..
بل وقد ينخدعون بالكلام المنمق للتطوريين في تفسير ذلك بكل خبث ودهاء !!!..
ويتناسون أن على الطفرات أن تحل (وفي وقت واحد) : المطالب التالية مثلا ً:
1- إيجاد رئة
2- و كلية تتكيف مع الحياة على البر
3- و أيضا بنفس الطريقة لابد وأن تتحول الزعانف إلى أرجل
4- و يتغير الجلد ليصبح مناسبا لحياة البر...
فالأمر ليس ببساطة قفزة تخرج بها سمكة إلى البر : ثم تتكيف أو تكون مُعدة مسبقا ً(بالطفرات) (Pre-adaptation) للعيش على البر !!!..
واحدة من أهم النقاط القاتلة للتطوريين والداروينيين هي
:
كيف تطورت الأسماك إلى : الحيوانات ذوات الأربعة أرجل Tetrapods ؟!..
ويشمل ذلك الدواب عموما ًمثل البرمائيات والزواحف والطيور والثدييات ..
وأقول هي نقطة قاتلة للتطوريين والداروينيين : لأن افتراضاتهم الساذجة السطحية التي يقدمونها (مثل مقولة نصير التطور ديمرسوي التركي السابقة) : تحمل في طياتها الكثير من التناقضات واللا معقوليات الرهيبة من الناحية الفيسيولوجية والتشريحية : بالإضافة إلى المشكلة الرئيسية في وجه افتراضاتهم دوما ًوهي : عدم وجود حفرية واحدة تعضد السيناريوهات الخيالية التي يتحدثون عنها لخداع العوام والبسطاء : لكي تستمر عجلة الإلحاد ونكران الإله الخالق في الدوران !!!..
المشكلة من جديد : وببساطة ...
فمن أجل أن تحدث مثل هكذا عملية تطور للأسماك : فلابد وأن تحدث للأسماك تغييرات كبيرة (وفي وقت واحد) : حتى تستطيع التكيف مع البيئة البرية الجديدة !!!.. إذ على الأقل : كل الجهاز التنفسي والإخراجي والهيكلي سيحتاجون للتغير !!..
>> فلابد وأن تتغير الخياشيم : إلى رئات حتى تستطيع التنفس في البر !
>> ولابد وأن تكتسب الزعانف صفات الأرجل : حتى تستطيع أن تحمل وزن الجسم !
>> ولابد وأن تتغير الكلية وكل أجزاء الجهاز الإخراجي : حتى تعمل في بيئة البر بدلا ًمن البحر !
(أصلا ًيوجد اختلاف بين إخراج أسماك المياه العاذبة : والمياه المالحة : فما بالنا بالبر) !!..
>> ولابد للجلد أن يكتسب ملمسا ًوتركيبا ًمتغيرا ً: ليمنع فقد الماء من الجسم !!..
ومن غير أن تقع هذه التغييرات (( معا ً)) وفي وقت ٍواحد للسمكة : فلن تستطيع العيش على البر إلا لدقائق معدودات كما هو مشاهد !!!..
الحل السحري : الطفرات !!..
بعد استبعاد فرضية ديمرسوي نصير التطور التركي عن تحول وتحور أعضاء السمكة بالاستخدام والبيئة الخارجية (نفس نظرية توريث الصفات المكتسبة للامارك) :
فلن يبقى أمام التطوريين والداروينيين كما قلنا إلا :
الحل السحري : الطفرات !!!..
ولكن :
ماذا لو لم تستطع مجموعة الأسماك المهاجرون الأوائل من البحر إلى البر : ماذا لو لم يستطيعوا عمل هذه التعديلات (أو تحدث فيهم هذه الطفرات الكثيرة المتنوعة الغاية في الكمال والتصميم) : في سرعة في أجسامهم ؟!! (على الأقل كما قلنا الجهاز التنفسي والإخراجي والهيكلي) ..
إنهم سيموتون حتما ًوبلا شك : وقبل أن تكتمل قصة نجاح واحدة !!..
إذ لا بد وأن تحدث هذه الطفرات : بسرعة .. وبالتحديد .. وبدقة .. وفي وقت واحد .. والأهم :
أن تحدث وتكتمل جميعا ًفي سمكة واحدة : حتى تستطيع النجاة وتوريثها للأجيال التالية !!!..
فهل الأمر حقا ً: بهذه السخافة والسطحية والابتذال العلمي ؟!!..
هنا ...
يصطدم ذلك الكلام المتهافت مع ما وقف عليه علم الجينات من أن الطفرات :
>> عشوائية !!..
>> غير محددة !!..
>> وتتم على زمن بعيد وأجيال مديدة (ولذلك يستخدمون في دراساتهم وأبحاثهم ذبابة الدروسوفيلا أو ذبابة الفاكهة : لقصر أجيالها ومزايا أخرى تساعد على سرعة ملاحظة تأثير طفراتهم الصناعية عليها) ..
>> كما أن الطفرات (وهي خطأ في التركيب الجيني للكائن الحي) : هي ضارة بالأصل وتتمثل في إفساد صفة معينة : ولا علاقة لها أبدا ًفي إيجاد أي عضو جديد !!!..
ولهذا : فهذه الصورة (التقليدية) لتفسير التطور بالطفرات : لم يعد يتبناها أي عالم أحياء أو جينات محترم !!!..
فهل يئس التطوريين والداروينيين ؟!! (وتذكروا أن البديل هو الاعتراف بالخالق عز وجل) أقول :
لا ...!
فقد افترضوا (كالعادة : افتراضات) : افترضوا تفسيرا ًجديدا ًأسموه :
"التكيف المُسبَق" Pre-adaptation !!!..
وهو يعني أن السمكة : تكتسب أولا ً(وهي في الماء) : الصفات التي ستحتاج إليها على البر :
قبل أن تشعر حتى بمدى حاجتها لهذه الصفات بعد !!!!... (شوفتوا الذكاء !)
أو باختصار لمَن لم يستوعب معنى (التكيف المسبق) هو :
أن تتجهز السمكة (جينيا ًبالطفرات على فترات طويلة من الزمن) : بما سوف تحتاجه على البر : قبل أن تشعر أنها ستحتاجه !!!!!!!!!..
وهذا الاستخفاف العلمي بعقول العوام والبسطاء من مخادعي التطور :
تهدمه مباديء نظرية التطور نفسها (شوفتوا البساطة) !!!..
إذ أن وجود صفات الكائنات البرية في الكائنات البحرية :
يُعد عيبا ًفي السمكة وليس ميزة !!!..
وعليه : ففكرة الانتقاء الطبيعي : ستمنع هذه الأسماك التي لم تتكيف تماما ًللعيش في الماء : ستمنعها من البقاء كما نص دارون !!!..
حيث أنها ستكون كائنات مَعيبة ضعيفة بالنسبة للأسماك الأخرى غيرها !!..
لأنه من البديهي لأي طفل صغير أن :
صفات الحيوانات البرية : تكون ميزة في الحيوان لو كان يعيش على البر !
وتكون نفسها عيبا ًلو كان يمتلكها وهو يعيش في البحر ...!
ولهذا كله :
فإن آخر قشة بات يقولها علماء التطور الأجلاء في محافلهم (العلمية) هو أن هذا التحول من البحر إلى البر وهذا الانتقال هو :
" معجزة فريدة من الطبيعة !!.. ولا يمكن اختبار كيفية حدوثها " !
ولهذا يرد عليهم Henry Gee محرر مجلة Nature بقوله :
" إن القصص المعتادة عن التطور : وعن (الحلقات المفقودة) : ليس لها مذاق ........ إلى أن قال : إذا كانت قصتكم عن كيف أن مجموعة من الأسماك زحفت على البر : وتطورت لها أرجل : فأنت مُجبَر على أن ترى مثل هكذا عملية تحدث مرة واحدة : ولا تتكرر !!.. فهذه الطريقة الوحيدة لإحكام القصة........." !!!!
ويعترف Robert Carroll أيضا ًبأنه :
" لا يوجد لا في سجل الحفريات : ولا في نتائج دراسات تطور الأنواع الحيوانية حاليا ً: ما يعطي صورة كاملة عن : كيفية تطور الأرجل المزدوجة في رباعيات الأقدام " !!!..
مفاجأة !!..
وبهذه المعلومات البسيطة والواضحة في نفس الوقت أيضا ً:
نقف على تفاهة ما رسمه الداروينيون والتطوريون من تصورات لانتقال حيوانات البر إلى الجو !!.. أي : إلى طيور !!!..
فمن جهة التأثر بالبيئة في التغيير إلى طيور : فهي فرضية ساقطة !
ومن جهة الطفرات العمياء : فهي عاجزة تماما ًعن تفسير الكمال الرهيب والدقة المدهشة في خلقة الطيور (خفة العظام - جهاز تنفسي خاص - روعة في تكوين الريش ومناسبته لوظيفة الطيران .. إلخ)
وأما من جهة (التكيف المسبق) :
فالسؤال ما زال قائما ً:
كيف يُتخيل بقاء حيوان : وقد تحورت قدماه الأماميتان إلى ريش ؟!!..
إذ هل بالله عليكم : هل هذا (فائدة) ؟!.. أم (عيب) يقتضي من الانتقاء الطبيعي التخلص منه وفق نظرية دارون نفسها !!!.. بل ومنطقا ًوعقلا ًوعلما ًأيضا ً!!!..
والآن ...
تعالوا ننتقل معا ًللتعريف بـ (الحوض الجيني) لكل كائن حي ..
الحوض الجيني genetic pool
من إحدى الألعاب التي لعبها دارون في كتابه ونظريته : هي لعبة أن :
(التنوع) في صفات النوع الواحد من الكائنات الحية : سيقوده حتما ًإلى (التطور) !!..
هكذا بكل سذاجة وبساطة : (يفترض) : ما لم يره هو ولا أحد بعينيه !!!..
وهذا هو الثابت في نظريته وكتابه بأكمله كما قلنا : < الافتراضات > ..
ومما أعطاه دارون لنا كأمثلة على هذه اللعبة الساذجة :
هو ما لاحظه عند مُربي الماشية : وذلك عندما كانوا يقومون بتزويج الأنواع المختلفة منها : ليحصلوا على أجيال جديدة ذات صفات متنوعة .. فافترض دارون أن نتيجة مثل هكذا تزويج : أنه سيؤدي في المستقبل حتما ً< و بمساعدة السياف مسرور : الانتقاء الطبيعي > إلى تطورها !!!..
وذلك بالإضافة إلى مثال الطيور التي لاحظها في جزر (جالاباجوس) ..!
ونعود بالذاكرة لما رأينا من قبل من اتفاق علماء (الداروينية الجدد) في النصف الأول من القرن الماضي : على إلباس كل الأفكار الداروينية والتطورية : لبسة العلم المزيفة : ثم بثها في الكتب والمراجع في شتى العلوم : على أنها مسلمات علمية :
فكان مما قاموا به بكل خبث ودهاء هو :
أنهم قاموا بتسمية تنوع صفات الكائن الحي الواحد بـ : (التطور الأصغر) أو (microevolution) وذلك في إشارة منهم إلى أنه يقود (علميا ً) إلى التطور الأكبر أو التام وهو : (macroevolution) !!..
وبالفعل : تم تثبيت هذه المصطلحات كمصطلحات (علمية) (بيولوجية) قسرا ً: في المراجع العالمية والإعلام الإلحادي بالطبع !!!..
وأقول (قسرا ً) : لأن كثيرا ًمن المخدوعين من أبناء جلدتنا من المسلمين بنظرية التطور المفروضة على مدارسنا وجامعاتنا : لا يعلمون حقيقة المجهود الإلحادي العالمي لتنحية كل قائل بنظرية التصميم الذكي كنظرية مضادة لنظرية دارون التافهة منطقا ًوعلما ً!!!..
بل :
ولا يدري هؤلاء المخدوعون بأن الإلحاد العالمي على أتم الاستعداد لطرد دكاترة جامعات من مناصبهم إذا خاضوا في نقد ونقض نظرية التطور البيولوجي المزعومة !!!..
وقد تم نشر الفيلم الوثائقي الأجنبي (المطرودون Expelled) عام 2008م : ليفضح هذه الممارسات للتعمية على نواقض الداروينية : وما يلاقيه علماء الحق ودكاترة الجامعات من الاضطهاد : إذا هم أعلنوا القول بنظرية التصميم الذكي (والتي تقود إلى الإيمان بالله عز وجل في الغرب) ..
وهذا رابط تعريفي بالفيلم من الويكيبديا :http://en.wikipedia.org/wiki/Expelle...igence_Allowed
والمهم ...
عمل التطوريون المخادعون على نشر هذه المفاهيم الخيالية الافتراضية الساقطة منطقا ًوعلما ً: وهي أن تنوع الصفات في الكائن الواحد : يقود إلى التطور !!..
فاصطدموا هذه المرة بعلماء الجينات والميكروبيولوجي والـ DNA !!!!!!...
>>>>>>
حيث اكتشف علماء الجينات أن كل نوع من الكائنات الحية : لديه ما يسمى بالحوض الجيني الخاص به (genetic pool) .. فإذا أردنا تشبيهه بمثال قريب من اسمه :
فكل كائن حي له حوض بالفعل : يمتليء بالمعلومات الجينية : ويختلف عن الكائن الحي الآخر الذي قد يكون في الحوض المجاور له !!!..
نعم ...
الموضوع (تمثيليا ً) أشبه بحمام سباحة (عميق) لكل كائن حي : ولهذا الحوض السباحة العميق حدود منيعة (أو حوائط تحيط به) : تمنع خروج المعلومات الجينية منه : إلى ما جواره من أحواض الكائنات الأخرى !!.. هكذا بكل بساطة !!!!..
نعم ... قد تختلف أشكال وتصميمات هذه الأحواض (وهو الاختلاف بين أنواع الكائنات الحية) : قربا ًأو بعدا ًولكن : لا تتعدى معلومات أحدها إلى الآخر !!!..
ومنها ما يتنوع بين الأفراد من نفس النوع الواحد : وتلك توجد في المنتصف : بعيدا ًهي الأخرى عن الحدود المنيعة للحوض نفسه (أي تختلف ولكن في نفس الحوض ولا تخرج عنه) !!!..
>>>>>>
وعلى ذلك :
فلكي نقول بخروج أو ظهور نوع جديد من الكائنات الحية : فيجب عليه أن يكون له بدوره : حوضه الخاص وحدوده المنيعة من الصفات التي لا يختلط بها حتى جيرانه المقربون !!!..
والتنوع بين أفراد النوع الواحد : يوجد بسبب التنوع في ترتيب الجينات الخاصة به وطريقة التعبير عنها ..
(لمزيد من التفاصيل يرجى البحث عن وقراءة Single Nucleotide Polymorphisms و اختصاره SNPs) ..
ولكن ذلك التنوع كما قلنا في أفراد النوع الواحد : لا يبلغ أبدا ًالحد الذي يجعله يتعدى حوائط وحدود الحوض الجيني الخاص به !!.. وهذا الثبات في المعلومات الجينية للنوع الواحد من الكائنات الحية هو ما يعرف بـ :
(الاستقرار الجيني genetic stability) !!!..
الحوض الجيني : يحفظ لكل نوع من الكائنات الحية خصوصيته ..
وإليكم مثالا ًآخرا ًلتوضيح الفرق بين التنوع بين أفراد الكائن الواحد : وبين التطور المزعوم (أي إيجاد كائن جديد) .. أقول :
لنفترض أن الإنسان مثلا ً: هو شجرة النخل !!!..
نعم .. أوراقها معروفة وشكلها مميز وفريد ..
فمهما تغير ترتيب أوراقها في ملايين الأوضاع ومهما تغير ميل جذعها :
فمَن يراها سيعرف حتما ً أنها نخلة !!!.. (هذا هو الحوض الجيني لها) ..
ولنفترض أن البقر هو شجر البرتقال !!.. وأن القردة العليا هي شجر الخوخ !!.. وأن الزراف هو شجر العنب !!.. وأن سمك السلمون هو شجر التوت !!.. وأن الضفادع هي شجر الموز !!..
والسؤال : هل مهما تنوعت أشجار كل نوع فيها على حدة : هل يُعد ذلك خروجا ًعن النوع نفسه أبدا ًلغيره ؟!!!!!..
أعتقد أن الإجابة واضحة ولا تحتاج لمزيد شرح !!!..
وعليه : فإذا كانت هناك بعض الأحواض الجينية القريبة والمجاورة لبعضها البعض (أحواض الزواحف مثلا ً) : فبرغم أن الحوض الواحد فيها لا يختلط بجاره القريب : فما بالنا بمَن يريد أن يخبرنا عن اختلاط الحوض منها : بحوض يبعد عنه مسافات شاسعة !!!.. (وهو القول باختلاط الزواحف بالطيور مثلا ً) !!!..
فلا شك أن هذا هو من الجنون بمكان : وليس من علم الجينات في شيء لمَن يعلم !!..
< ونظرية صدف وعشوائية دارون والتطور البيولوجي أصلا ًكلها جنون !! >
وفي النهاية >>>>>> سقوط آخر للداروينية والتطورية المزعومة !!..
ولعلكم تعرفون الآن : سر تمسك الداروينيين والتطوريين البيولوجيين بأمل حياتهم وهو :
السجل الحفري (fossil record) المتوهم لملايين الكائنات الانتقالية التي يزعمون أنها عاشت في الماضي واختفت !!..
ويجب أن يقولوا اختفت : لأن أبسط تخيل لزعمهم عن التنوع الذي يؤدي إلى تطور بمثل حجم الانتقال من البحر إلى البر : أو من البر إلى الجو :
فذلك يعني أن علينا أن نجد ملايين الكائنات التي لا تنتمي لأسماك صرفة : ولا لبرمائيات أو زواحف أو ثدييات صرفة : ولا حتى لطيور صرفة : وإنما : خليط بين كل ذلك لا معنى له ولا لون ولا رائحة !!..
وهو ما يكذبه الواقع المشاهد اليوم :
من التمايز الملحوظ بين كل نوع من أنواع الكائنات الحية : مهما وقع التنوع بداخله !!..
يعترف بذلك العالِم المؤيد للتطور Robert Carroll في كتابه Patterns and Processes of Vertebrate Evolution فيقول :
" على الرغم من وجود عدد لا يمكن إدراكه من الأنواع التي تعيش على الأرض في يومنا هذا : فإن هذه الكائنات : لا تـُمثل طيفا ًمتكاملا ًيحوي في وسطه مرحل انتقالية واضحة !!.. بل على العكس : فإن جميع الكائنات الحية : يمكن تمييزها في مجموعات كبيرة : منفصلة بشكل واضح جدا ً!!.. مع وجود عدد قليل جدا ًمن التراكيب (الأعضاء) المتوسطة : أو أساليب الحياة المتوسطة " !!..
< الأعضاء المتوسطة يعني أعضاء توجد في أجسام الأنواع المختلفة و هناك بينها حد أدنى من التشابه >
والنص باللغة الإنجليزية :
Although an almost incomprehensible number of species inhabit Earth today, they do not form a continuous spectrum of barely distinguishable intermediates. Instead, nearly all species can be recognized as belonging to a relatively limited number of clearly distinct major groups, with very few illustrating intermediate structures or ways of life.
ولم يعجز هو فقط ..
بل وقد ورث هذا العجز عنه إلى اليوم : مئات التطوريين البيولوجيين !!!..
ومنهم علماء في شتى أنواع اختصاصات العلوم (ليس بجديد) !!!..
أقول ...
مَن يقرأ (سذاجات) تفكيرات التطوريين لتفسير عشرات المعضلات في نظرياتهم :
يقف على مدى الفقر الذي وصلوا إليه لدرجة أن يقصوا لنا قصصا ًأشبه بمشاهد التحول في أفلام الخيال أو الخيال العلمي !!!..
فكما تعرضنا من قبل لفضح استغلالهم لحفرية طائر عادي (اسموه : أركيوبتركس) : زعموا أنه الحلقة المفقودة بين الكائنات البرية وبين الطيور :
صورة حفرية الطائر أركيوبتركس ..
صورة تخيلية للتطور المزعوم من البر إلى الجو : ومعه قمة تجاهل التفاصيل التي أوكلوها بكل سذاجة وسطحية للزمن والصدف أو الطفرة أو الانتخاب !!!..
وعلى هذا .. فموعدنا اليوم أيضا ًمع استغلال مشابه لحفرية إحدى الأسماك (وهي سمكة الكويلاكنث) : زعموا أنها هي الأخرى الحلقة المفقودة بين الأسماك وكائنات البر ذوات الأربعة أقدام !!!..
صورة حقيقية لسمكة كويلاكنث أو كوالاكنت coelacanth ...
وهي التي ادعوا أنها ((( منقرضة ))) أي لم يعد لها وجود حي اليوم !!!.
صورة توضح التطور المزعوم بين السمكة وكائنات البر ..
(وسوف أعرض لكم في مرات قادمة بإذن الله تعالى من كتاب أطلس الخلق : صور أحفوريات ومستحاثات لجميع أنواع الكائنات الحية : من نفس الحقب الزمنية من مئات ملايين السنين : وعدم تغييرها في شيء عن الموجودة اليوم !!)
وأما القصة ...
فهي أشبه ما يكون (وبلا أدنى مبالغة) بالكاريكاتير التالي :
وخلاصتها .. أن علماء التطور البيولوجي المزعوم :
لا يبحثون (علميا ً) عن أدلة على الكائنات البينية للتطور ..
ولكنهم يبحثون (بحث الغارق عن طوق نجاة) عن أي شيء يُشبه ما يريدون !!..
بغض النظر عن تخطي عشرات العوائق المنطقية قبل حتى العلمية !!!!..
فالسمكة التي رأيتموها بالأعلى :
قد وجدوا لها حفرية ً: قالوا أنها تعود إلى 70 مليون سنة ...
ورأوا أن ذيلها وزعانفها ممتلئة : فقالوا أنها بدايات أقدام !!!..
وادعوا فيها أجساما ًملحوظة : قالوا عنها رئة بدائية !!.. وقالوا عنها مخا ًكبيرا ً... إلى آخر ذلك مما قالوه عنها أو زادوه فيها لتحقيق ما يريدونه من كشفهم المثير !!!..
وبالفعل : قاموا (وعلى الفور كعادتهم) : بمليء عشرات الكتب والمجلات العلمية والدوريات البحثية بخبر العثور على الكائن الانتقالي (المنقرض) بين كائنات البحر والبر !!!..
وملأوا المتاحف بعشرات الرسومات لكيفية هذا التنقل والتحول لهذه السمكة (المعجزة) !!!..
وصار التطوريون يُعظمون هذا الدليل وهذه الحفرية : كأحد أطواق النجاة (الحقيقية) في تلك الفترة من بدايات القرن الماضي : بدلا ًمن الأكاذيب المتهافتة الأخرى التي تنفضح عنهم كل يوم كما سنرى بعد !!..
ثم بعد سنوات .. وتحديدا ًفي 22 ديسمبر عام 1938م ..
وقعت الصدمة (وكالعادة أيضا ً) !!..
فقد اصطاد أحد الصيادين من أعماق المحيط الهادي : إحدى أسماك ال coelacanth : والتي كان يؤكد التطوريون للناس أنها منقرضة !!!...
وكانت هذه إحدى أكبر وأشهر صدمات الدارونيين في القرن الماضي !!.. حتى إن عالم الكيمياء بجامعة رودس J. L. B. Smith والرئيس الشرفي لمتاحف أسماك جنوب إنجلترا قال عنها :
" لو أني قابلت ديناصورا ًيسير في الشارع : لما كانت دهشتي أشد من دهشتي الآن " !!..
يظهر في الصورة J. L. B. Smith مع سمكة coelacanth الثانية التي تم اصطيادها من جزر القمر في أوائل الستينات ..
و في السنوات التي تلت هذا الاكتشاف : تم اصطياد حوالي 200 سمكة coelacanth من أماكن مختلفة من العالم !!..
وأما العلماء : فلم يفوتوا هذه الفرصة العظيمة لرؤية ما زعمه الدارونيون والتطوريون من ادعاءات عن الرئة والمخ .. إلخ إلخ
فبحثوا فعلا ًعن الرئة : فوجدوها مثانة هوائية مملوءة بالدهون !!..
وبحثوا عن المخ الكبير : فلم يجدوه أصلا ً!!...
وأما المفاجأة الكبرى :
فقد كان الدارونيون يعتبرون أسماك الـ coelacanth هي أكثر الأسماك ( قربا ًمكانيا ً) للانتقال للعيش على الأرض !!.. (ويجب عليهم قول ذلك حتما ًليتماشى مع قفزة التطور المزعومة من البحر للبر) !!..
ولكن العلماء اكتشفوا أنها أسماك تعيش أصلا ًفي أعماق المحيطات (وهذا سبب عدم اصطيادها إلا منذ أربعينيات القرن الماضي) !!.. واعترفوا بأن أقصى مسافة تقتربها تلك السمكة من سطح البحر هي 180 متر !!!!
صور توضح حقيقة سمكة الكوالاكنت ووجودها منذ أكثر من 400 مليون سنة وإلى اليوم : لم تتغير !!..
و هكذا ... انهارت كذبة وفرضية أخرى مزعومة للتطور بكائناته الانتقالية الخرافية !!..
-------
ولكن يبقى السؤال :
ما هي عوائق تفسير التطوريين لانتقال الكائنات الحية من البحر إلى البر ؟!!!..
أقول :
>>>>
منهم مَن يفسر ذلك بالتحور للأعضاء !!.. ثم انتقال ذلك التحور (وراثيا ً) عبر الجينات !!..
وهذه فيها من المغالطة والسفاهة المنطقية والعلمية : ما لنظرية لامارك عن عنق الزرافة وطوله لو تتذكرون !
إذ :
الصفات المكتسبة من البيئة الخارجية والتأثر بها : لا تنتقل عبر الوراثة والجينات !!!..
وأمثلة القائلين بتلك السذاجات من (أنصار التطور) هو : ديمرسوي ..
وهو واحد من أشهر أعلام نظرية التطور في تركيا يقول :
" ربما تكون ذيول الأسماك التي تحتوي على رئة : قد تحولت إلى أرجل للبرمائيات : عندما زحفت هذه الأسماك في ماء فيه وحل " !!!..
والنص باللغة الإنجليزية هو :
"Maybe the fins of lunged fish changed into amphibian feet as they crept through muddy water."
>>>>
ومن التطوريين مَن ينسب ذلك الانتقال من البحر إلى البر : للطفرات الجينية !
ويعتمد في ذلك على بعض الصفات لدى البرمائيات مثلا ًمثل الضفدع وغيره ..
وما قد يكون سلف ٌلها من الأسماك !!!..
وهذا التفسير :
قد لا يقف على حقيقة (سطحيته) العوام والبسطاء !!!..
بل وقد ينخدعون بالكلام المنمق للتطوريين في تفسير ذلك بكل خبث ودهاء !!!..
ويتناسون أن على الطفرات أن تحل (وفي وقت واحد) : المطالب التالية مثلا ً:
1- إيجاد رئة
2- و كلية تتكيف مع الحياة على البر
3- و أيضا بنفس الطريقة لابد وأن تتحول الزعانف إلى أرجل
4- و يتغير الجلد ليصبح مناسبا لحياة البر...
فالأمر ليس ببساطة قفزة تخرج بها سمكة إلى البر : ثم تتكيف أو تكون مُعدة مسبقا ً(بالطفرات) (Pre-adaptation) للعيش على البر !!!..
واحدة من أهم النقاط القاتلة للتطوريين والداروينيين هي
:
كيف تطورت الأسماك إلى : الحيوانات ذوات الأربعة أرجل Tetrapods ؟!..
ويشمل ذلك الدواب عموما ًمثل البرمائيات والزواحف والطيور والثدييات ..
وأقول هي نقطة قاتلة للتطوريين والداروينيين : لأن افتراضاتهم الساذجة السطحية التي يقدمونها (مثل مقولة نصير التطور ديمرسوي التركي السابقة) : تحمل في طياتها الكثير من التناقضات واللا معقوليات الرهيبة من الناحية الفيسيولوجية والتشريحية : بالإضافة إلى المشكلة الرئيسية في وجه افتراضاتهم دوما ًوهي : عدم وجود حفرية واحدة تعضد السيناريوهات الخيالية التي يتحدثون عنها لخداع العوام والبسطاء : لكي تستمر عجلة الإلحاد ونكران الإله الخالق في الدوران !!!..
المشكلة من جديد : وببساطة ...
فمن أجل أن تحدث مثل هكذا عملية تطور للأسماك : فلابد وأن تحدث للأسماك تغييرات كبيرة (وفي وقت واحد) : حتى تستطيع التكيف مع البيئة البرية الجديدة !!!.. إذ على الأقل : كل الجهاز التنفسي والإخراجي والهيكلي سيحتاجون للتغير !!..
>> فلابد وأن تتغير الخياشيم : إلى رئات حتى تستطيع التنفس في البر !
>> ولابد وأن تكتسب الزعانف صفات الأرجل : حتى تستطيع أن تحمل وزن الجسم !
>> ولابد وأن تتغير الكلية وكل أجزاء الجهاز الإخراجي : حتى تعمل في بيئة البر بدلا ًمن البحر !
(أصلا ًيوجد اختلاف بين إخراج أسماك المياه العاذبة : والمياه المالحة : فما بالنا بالبر) !!..
>> ولابد للجلد أن يكتسب ملمسا ًوتركيبا ًمتغيرا ً: ليمنع فقد الماء من الجسم !!..
ومن غير أن تقع هذه التغييرات (( معا ً)) وفي وقت ٍواحد للسمكة : فلن تستطيع العيش على البر إلا لدقائق معدودات كما هو مشاهد !!!..
الحل السحري : الطفرات !!..
بعد استبعاد فرضية ديمرسوي نصير التطور التركي عن تحول وتحور أعضاء السمكة بالاستخدام والبيئة الخارجية (نفس نظرية توريث الصفات المكتسبة للامارك) :
فلن يبقى أمام التطوريين والداروينيين كما قلنا إلا :
الحل السحري : الطفرات !!!..
ولكن :
ماذا لو لم تستطع مجموعة الأسماك المهاجرون الأوائل من البحر إلى البر : ماذا لو لم يستطيعوا عمل هذه التعديلات (أو تحدث فيهم هذه الطفرات الكثيرة المتنوعة الغاية في الكمال والتصميم) : في سرعة في أجسامهم ؟!! (على الأقل كما قلنا الجهاز التنفسي والإخراجي والهيكلي) ..
إنهم سيموتون حتما ًوبلا شك : وقبل أن تكتمل قصة نجاح واحدة !!..
إذ لا بد وأن تحدث هذه الطفرات : بسرعة .. وبالتحديد .. وبدقة .. وفي وقت واحد .. والأهم :
أن تحدث وتكتمل جميعا ًفي سمكة واحدة : حتى تستطيع النجاة وتوريثها للأجيال التالية !!!..
فهل الأمر حقا ً: بهذه السخافة والسطحية والابتذال العلمي ؟!!..
هنا ...
يصطدم ذلك الكلام المتهافت مع ما وقف عليه علم الجينات من أن الطفرات :
>> عشوائية !!..
>> غير محددة !!..
>> وتتم على زمن بعيد وأجيال مديدة (ولذلك يستخدمون في دراساتهم وأبحاثهم ذبابة الدروسوفيلا أو ذبابة الفاكهة : لقصر أجيالها ومزايا أخرى تساعد على سرعة ملاحظة تأثير طفراتهم الصناعية عليها) ..
>> كما أن الطفرات (وهي خطأ في التركيب الجيني للكائن الحي) : هي ضارة بالأصل وتتمثل في إفساد صفة معينة : ولا علاقة لها أبدا ًفي إيجاد أي عضو جديد !!!..
ولهذا : فهذه الصورة (التقليدية) لتفسير التطور بالطفرات : لم يعد يتبناها أي عالم أحياء أو جينات محترم !!!..
فهل يئس التطوريين والداروينيين ؟!! (وتذكروا أن البديل هو الاعتراف بالخالق عز وجل) أقول :
لا ...!
فقد افترضوا (كالعادة : افتراضات) : افترضوا تفسيرا ًجديدا ًأسموه :
"التكيف المُسبَق" Pre-adaptation !!!..
وهو يعني أن السمكة : تكتسب أولا ً(وهي في الماء) : الصفات التي ستحتاج إليها على البر :
قبل أن تشعر حتى بمدى حاجتها لهذه الصفات بعد !!!!... (شوفتوا الذكاء !)
أو باختصار لمَن لم يستوعب معنى (التكيف المسبق) هو :
أن تتجهز السمكة (جينيا ًبالطفرات على فترات طويلة من الزمن) : بما سوف تحتاجه على البر : قبل أن تشعر أنها ستحتاجه !!!!!!!!!..
وهذا الاستخفاف العلمي بعقول العوام والبسطاء من مخادعي التطور :
تهدمه مباديء نظرية التطور نفسها (شوفتوا البساطة) !!!..
إذ أن وجود صفات الكائنات البرية في الكائنات البحرية :
يُعد عيبا ًفي السمكة وليس ميزة !!!..
وعليه : ففكرة الانتقاء الطبيعي : ستمنع هذه الأسماك التي لم تتكيف تماما ًللعيش في الماء : ستمنعها من البقاء كما نص دارون !!!..
حيث أنها ستكون كائنات مَعيبة ضعيفة بالنسبة للأسماك الأخرى غيرها !!..
لأنه من البديهي لأي طفل صغير أن :
صفات الحيوانات البرية : تكون ميزة في الحيوان لو كان يعيش على البر !
وتكون نفسها عيبا ًلو كان يمتلكها وهو يعيش في البحر ...!
ولهذا كله :
فإن آخر قشة بات يقولها علماء التطور الأجلاء في محافلهم (العلمية) هو أن هذا التحول من البحر إلى البر وهذا الانتقال هو :
" معجزة فريدة من الطبيعة !!.. ولا يمكن اختبار كيفية حدوثها " !
ولهذا يرد عليهم Henry Gee محرر مجلة Nature بقوله :
" إن القصص المعتادة عن التطور : وعن (الحلقات المفقودة) : ليس لها مذاق ........ إلى أن قال : إذا كانت قصتكم عن كيف أن مجموعة من الأسماك زحفت على البر : وتطورت لها أرجل : فأنت مُجبَر على أن ترى مثل هكذا عملية تحدث مرة واحدة : ولا تتكرر !!.. فهذه الطريقة الوحيدة لإحكام القصة........." !!!!
ويعترف Robert Carroll أيضا ًبأنه :
" لا يوجد لا في سجل الحفريات : ولا في نتائج دراسات تطور الأنواع الحيوانية حاليا ً: ما يعطي صورة كاملة عن : كيفية تطور الأرجل المزدوجة في رباعيات الأقدام " !!!..
مفاجأة !!..
وبهذه المعلومات البسيطة والواضحة في نفس الوقت أيضا ً:
نقف على تفاهة ما رسمه الداروينيون والتطوريون من تصورات لانتقال حيوانات البر إلى الجو !!.. أي : إلى طيور !!!..
فمن جهة التأثر بالبيئة في التغيير إلى طيور : فهي فرضية ساقطة !
ومن جهة الطفرات العمياء : فهي عاجزة تماما ًعن تفسير الكمال الرهيب والدقة المدهشة في خلقة الطيور (خفة العظام - جهاز تنفسي خاص - روعة في تكوين الريش ومناسبته لوظيفة الطيران .. إلخ)
وأما من جهة (التكيف المسبق) :
فالسؤال ما زال قائما ً:
كيف يُتخيل بقاء حيوان : وقد تحورت قدماه الأماميتان إلى ريش ؟!!..
إذ هل بالله عليكم : هل هذا (فائدة) ؟!.. أم (عيب) يقتضي من الانتقاء الطبيعي التخلص منه وفق نظرية دارون نفسها !!!.. بل ومنطقا ًوعقلا ًوعلما ًأيضا ً!!!..
والآن ...
تعالوا ننتقل معا ًللتعريف بـ (الحوض الجيني) لكل كائن حي ..
الحوض الجيني genetic pool
من إحدى الألعاب التي لعبها دارون في كتابه ونظريته : هي لعبة أن :
(التنوع) في صفات النوع الواحد من الكائنات الحية : سيقوده حتما ًإلى (التطور) !!..
هكذا بكل سذاجة وبساطة : (يفترض) : ما لم يره هو ولا أحد بعينيه !!!..
وهذا هو الثابت في نظريته وكتابه بأكمله كما قلنا : < الافتراضات > ..
ومما أعطاه دارون لنا كأمثلة على هذه اللعبة الساذجة :
هو ما لاحظه عند مُربي الماشية : وذلك عندما كانوا يقومون بتزويج الأنواع المختلفة منها : ليحصلوا على أجيال جديدة ذات صفات متنوعة .. فافترض دارون أن نتيجة مثل هكذا تزويج : أنه سيؤدي في المستقبل حتما ً< و بمساعدة السياف مسرور : الانتقاء الطبيعي > إلى تطورها !!!..
وذلك بالإضافة إلى مثال الطيور التي لاحظها في جزر (جالاباجوس) ..!
ونعود بالذاكرة لما رأينا من قبل من اتفاق علماء (الداروينية الجدد) في النصف الأول من القرن الماضي : على إلباس كل الأفكار الداروينية والتطورية : لبسة العلم المزيفة : ثم بثها في الكتب والمراجع في شتى العلوم : على أنها مسلمات علمية :
فكان مما قاموا به بكل خبث ودهاء هو :
أنهم قاموا بتسمية تنوع صفات الكائن الحي الواحد بـ : (التطور الأصغر) أو (microevolution) وذلك في إشارة منهم إلى أنه يقود (علميا ً) إلى التطور الأكبر أو التام وهو : (macroevolution) !!..
وبالفعل : تم تثبيت هذه المصطلحات كمصطلحات (علمية) (بيولوجية) قسرا ً: في المراجع العالمية والإعلام الإلحادي بالطبع !!!..
وأقول (قسرا ً) : لأن كثيرا ًمن المخدوعين من أبناء جلدتنا من المسلمين بنظرية التطور المفروضة على مدارسنا وجامعاتنا : لا يعلمون حقيقة المجهود الإلحادي العالمي لتنحية كل قائل بنظرية التصميم الذكي كنظرية مضادة لنظرية دارون التافهة منطقا ًوعلما ً!!!..
بل :
ولا يدري هؤلاء المخدوعون بأن الإلحاد العالمي على أتم الاستعداد لطرد دكاترة جامعات من مناصبهم إذا خاضوا في نقد ونقض نظرية التطور البيولوجي المزعومة !!!..
وقد تم نشر الفيلم الوثائقي الأجنبي (المطرودون Expelled) عام 2008م : ليفضح هذه الممارسات للتعمية على نواقض الداروينية : وما يلاقيه علماء الحق ودكاترة الجامعات من الاضطهاد : إذا هم أعلنوا القول بنظرية التصميم الذكي (والتي تقود إلى الإيمان بالله عز وجل في الغرب) ..
وهذا رابط تعريفي بالفيلم من الويكيبديا :http://en.wikipedia.org/wiki/Expelle...igence_Allowed
والمهم ...
عمل التطوريون المخادعون على نشر هذه المفاهيم الخيالية الافتراضية الساقطة منطقا ًوعلما ً: وهي أن تنوع الصفات في الكائن الواحد : يقود إلى التطور !!..
فاصطدموا هذه المرة بعلماء الجينات والميكروبيولوجي والـ DNA !!!!!!...
>>>>>>
حيث اكتشف علماء الجينات أن كل نوع من الكائنات الحية : لديه ما يسمى بالحوض الجيني الخاص به (genetic pool) .. فإذا أردنا تشبيهه بمثال قريب من اسمه :
فكل كائن حي له حوض بالفعل : يمتليء بالمعلومات الجينية : ويختلف عن الكائن الحي الآخر الذي قد يكون في الحوض المجاور له !!!..
نعم ...
الموضوع (تمثيليا ً) أشبه بحمام سباحة (عميق) لكل كائن حي : ولهذا الحوض السباحة العميق حدود منيعة (أو حوائط تحيط به) : تمنع خروج المعلومات الجينية منه : إلى ما جواره من أحواض الكائنات الأخرى !!.. هكذا بكل بساطة !!!!..
نعم ... قد تختلف أشكال وتصميمات هذه الأحواض (وهو الاختلاف بين أنواع الكائنات الحية) : قربا ًأو بعدا ًولكن : لا تتعدى معلومات أحدها إلى الآخر !!!..
ومنها ما يتنوع بين الأفراد من نفس النوع الواحد : وتلك توجد في المنتصف : بعيدا ًهي الأخرى عن الحدود المنيعة للحوض نفسه (أي تختلف ولكن في نفس الحوض ولا تخرج عنه) !!!..
>>>>>>
وعلى ذلك :
فلكي نقول بخروج أو ظهور نوع جديد من الكائنات الحية : فيجب عليه أن يكون له بدوره : حوضه الخاص وحدوده المنيعة من الصفات التي لا يختلط بها حتى جيرانه المقربون !!!..
والتنوع بين أفراد النوع الواحد : يوجد بسبب التنوع في ترتيب الجينات الخاصة به وطريقة التعبير عنها ..
(لمزيد من التفاصيل يرجى البحث عن وقراءة Single Nucleotide Polymorphisms و اختصاره SNPs) ..
ولكن ذلك التنوع كما قلنا في أفراد النوع الواحد : لا يبلغ أبدا ًالحد الذي يجعله يتعدى حوائط وحدود الحوض الجيني الخاص به !!.. وهذا الثبات في المعلومات الجينية للنوع الواحد من الكائنات الحية هو ما يعرف بـ :
(الاستقرار الجيني genetic stability) !!!..
الحوض الجيني : يحفظ لكل نوع من الكائنات الحية خصوصيته ..
وإليكم مثالا ًآخرا ًلتوضيح الفرق بين التنوع بين أفراد الكائن الواحد : وبين التطور المزعوم (أي إيجاد كائن جديد) .. أقول :
لنفترض أن الإنسان مثلا ً: هو شجرة النخل !!!..
نعم .. أوراقها معروفة وشكلها مميز وفريد ..
فمهما تغير ترتيب أوراقها في ملايين الأوضاع ومهما تغير ميل جذعها :
فمَن يراها سيعرف حتما ً أنها نخلة !!!.. (هذا هو الحوض الجيني لها) ..
ولنفترض أن البقر هو شجر البرتقال !!.. وأن القردة العليا هي شجر الخوخ !!.. وأن الزراف هو شجر العنب !!.. وأن سمك السلمون هو شجر التوت !!.. وأن الضفادع هي شجر الموز !!..
والسؤال : هل مهما تنوعت أشجار كل نوع فيها على حدة : هل يُعد ذلك خروجا ًعن النوع نفسه أبدا ًلغيره ؟!!!!!..
أعتقد أن الإجابة واضحة ولا تحتاج لمزيد شرح !!!..
وعليه : فإذا كانت هناك بعض الأحواض الجينية القريبة والمجاورة لبعضها البعض (أحواض الزواحف مثلا ً) : فبرغم أن الحوض الواحد فيها لا يختلط بجاره القريب : فما بالنا بمَن يريد أن يخبرنا عن اختلاط الحوض منها : بحوض يبعد عنه مسافات شاسعة !!!.. (وهو القول باختلاط الزواحف بالطيور مثلا ً) !!!..
فلا شك أن هذا هو من الجنون بمكان : وليس من علم الجينات في شيء لمَن يعلم !!..
< ونظرية صدف وعشوائية دارون والتطور البيولوجي أصلا ًكلها جنون !! >
وفي النهاية >>>>>> سقوط آخر للداروينية والتطورية المزعومة !!..
ولعلكم تعرفون الآن : سر تمسك الداروينيين والتطوريين البيولوجيين بأمل حياتهم وهو :
السجل الحفري (fossil record) المتوهم لملايين الكائنات الانتقالية التي يزعمون أنها عاشت في الماضي واختفت !!..
ويجب أن يقولوا اختفت : لأن أبسط تخيل لزعمهم عن التنوع الذي يؤدي إلى تطور بمثل حجم الانتقال من البحر إلى البر : أو من البر إلى الجو :
فذلك يعني أن علينا أن نجد ملايين الكائنات التي لا تنتمي لأسماك صرفة : ولا لبرمائيات أو زواحف أو ثدييات صرفة : ولا حتى لطيور صرفة : وإنما : خليط بين كل ذلك لا معنى له ولا لون ولا رائحة !!..
وهو ما يكذبه الواقع المشاهد اليوم :
من التمايز الملحوظ بين كل نوع من أنواع الكائنات الحية : مهما وقع التنوع بداخله !!..
يعترف بذلك العالِم المؤيد للتطور Robert Carroll في كتابه Patterns and Processes of Vertebrate Evolution فيقول :
" على الرغم من وجود عدد لا يمكن إدراكه من الأنواع التي تعيش على الأرض في يومنا هذا : فإن هذه الكائنات : لا تـُمثل طيفا ًمتكاملا ًيحوي في وسطه مرحل انتقالية واضحة !!.. بل على العكس : فإن جميع الكائنات الحية : يمكن تمييزها في مجموعات كبيرة : منفصلة بشكل واضح جدا ً!!.. مع وجود عدد قليل جدا ًمن التراكيب (الأعضاء) المتوسطة : أو أساليب الحياة المتوسطة " !!..
< الأعضاء المتوسطة يعني أعضاء توجد في أجسام الأنواع المختلفة و هناك بينها حد أدنى من التشابه >
والنص باللغة الإنجليزية :
Although an almost incomprehensible number of species inhabit Earth today, they do not form a continuous spectrum of barely distinguishable intermediates. Instead, nearly all species can be recognized as belonging to a relatively limited number of clearly distinct major groups, with very few illustrating intermediate structures or ways of life.
0 التعليقات:
إرسال تعليق