تعديل

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

مغربي يُفنِّدُ نظريّة داروين..ويكتشف توقفَ الحياة سابقا عن التطوّر


استطاع فريق من الباحثين المُنتمين لعدة دول عالمية والذين يقودهم المغربي عبد الرزاق العلباني، من تحقيق اكتشاف علمي جديد خلال هذه الأيام، وذلك عبر تحطيمهم للنظرية الداروينية فيما يتعلق بالتطور، حيث تعرف هؤلاء على وجود فترة من تاريخ الأرض، لم يحدث فيها أي تطور على الكائنات، وأن هذه الأخيرة توقفت عن الحياة لمدة طويلة من الزمن، بسبب أن الأكسجين، كما يؤكد الاكتشاف الجديد، اختفى تقريبا لمدة مليار سنة، بعدما كان قد ظهر على سطح الأرض سابقا.

هذا الإنجاز الجديد الذي يعود فيه الفضل بشكل كبير للعالم المغربي عبد الرزاق العلباني، أستاذ الفيزياء بجامعة بواتيي الفرنسية، يُعتبر امتدادا لمجموعة من الأبحاث باشرها الفريق العلمي ذاته منذ سنوات، والتي تمكّنت في وقت سابق من سنة 2010، من اكتشاف أحجار بالغابون، تحمل خلايا متطورة تؤشر على وجود حياة متكاملة على كوكب الأرض منذ مليارَيْن ومئة مليون سنة، في وقت كانت كل الأبحاث العلمية التي ظهرت قبل اكتشاف الغابون، تشير إلى أن الكائنات الحية لم تظهر إلا قبل 600 أو 800 مليون سنة.


هذا الاكتشاف دفع فريق العلباني إلى التساؤل:" لماذا ظهرت هذه الحياة المتطورة في هذا الوقت السحيق من عمر الأرض؟ وكيف استطعنا المرور من الخلية الواحدة "البكتيريا" التي ظهرت قبل ثلاثة مِليارات و400 مليون سنة إلى عصر الخلايا المتطورة المكتشفَة بالغابون؟ وهل اختفت هذه الخلايا المتطورة بشكل كلي لقرابة المليار سنة ولم تعد للظهور إلا في ما قبل 800 مليون سنة، التاريخ الذي قالت الأبحاث القديمة إنه زمن ظهور الكائنات الحية؟


هذه الأسئلة الحارقة، دفعت فريق العلباني إلى تكثيف بحثه عن الحقيقة، وحسب ما أسرّ به هذا الباحث المغربي لهسبريس، فقد استطاع الفريق هذه السنة من الوصول إلى الكلمة السحرية التي تحمل الإجابة: الأكسجين. فهذا الأخير الذي أكدت أبحاث قديمة أنه لم يظهر بالشكل الكافي إلا مع ظهور الكائنات الحية قبل 800 مليون سنة، تأكد الفريق من أنه ظهر قبل ذلك، وبالضبط قبل مليارَيْن و400 مليون سنة، التاريخ الذي تعود إليه خلايا الغابون، حيث صعد الأكسجين إلى سطح الأرض بمعدل كاف لحياة الكائنات.


إلا أن الأكسجين لم يبقَ بنفس المستوى، بل عاد للنقصان بدرجة استحال معها بقاء الكائنات الحية، وهو ما يقدم إجابة محورية: أن الحياة على كوكب الأرض، بدأت لمدة لم تستمر بضعة ملايين سنة، وبعد أن قلّ الأكسجين، اندثرت بشكل كلي لمدة مليار سنة، قبل أن يعود الأكسجين بشكل ضعيف لم يسمح بعودة الحياة ويختفي بعد ذلك مرة أخرى، إلى أن عاد بشكل تام قبل 800 مليون سنة، ويُمكّن من ظهور كائنات حية، سيبرز بينها فيما بعد: الكائن البشري.


"بسبب التلوث الذي يمارسه الإنسان ضد الطبيعة، فإن الانتقال إلى عصر قلة أو اندثار الأكسجين سيكون بدرجة أسرع وأخطر، وهناك إمكانيات واسعة لكي ينحدر الأكسجين من مستوى 20% الذي يوجد به اليوم على الأرض إلى مستويات أقل من ذلك بكثير، قد تصير معها الحياة مستحيلة للكثير من الكائنات الحية، وقد يتأثر الإنسان سلبا بذلك إن لم يكن هو كذلك من هذه الكائنات التي ستتوقف عن الحياة" يصرح العلباني لهسبريس، مؤكدا أن هذا المعطى يحتاج لملايين السنوات من أجل الحدوث.


هذا الإنجاز الذي تم نشره في مجلة الأكاديمية العلمية للولايات المتحدة "PNAS "، ينضم إلى سلسلة من الإنجازات التي يحققها باحثون وباحثات من المغرب، فالعلباني الذي ازداد بمراكش، ودرس بفرنسا إلى أن استطاع أن يكون واحدا من الأساتذة الأساسيين بجامعة بواتيي، يقدم مثالا جديدا على قدرة المغاربة التأثير في الخارطة العلمية العالمية، وإثبان أن العلم، لا يمكن أبدا أن يرتدي أعلام بلدان وألوان قارات معينة.

منقول عن : هسبريس

0 التعليقات:

إرسال تعليق